سر نجاح Schedule 1 التي كادت أن تتحول من إمبراطورية ممنوعات لمجرد محاكاة زراعة – العاب – يلا لايف

رغم أن لعبة Schedule 1 من تطوير TVGS أصبحت واحدة من أكثر ألعاب ستيم انتشارًا خلال الأشهر الماضية، فإن وصولها إلى هذا النجاح لم يكن مضمونًا إطلاقًا. فاللعبة تعتمد على بناء إمبراطورية ممنوعات داخل عالم أشبه بلعبة محاكاة، وهي فكرة قد تثير حساسية بعض المنصات… وعلى رأسها Steam التي أصبحت أكثر تشددًا مؤخرًا تجاه المحتوى المثير للجدل.

صاحب اللعبة، المطوّر المستقل تمامًا تايلر، كان يعرف تمامًا أن مشروعه الذي قام بتطويره من خلال محرك Unity، قد يواجه خطر الرفض. ولهذا وبعقلية المطوّر العملي الذي لا يريد أن يضيع جهده، فقد جهّز خطة طوارئ غريبة بعض الشيء… لكنها عبقرية من ناحية البقاء.

الخطة الاحتياطية: تحويل اللعبة إلى محاكاة زراعة!

تايلر كشف في مقابلة حديثة أنه كان مستعدًا للتخلّي عن الفكرة الأساسية بالكامل لو أن Steam اعتبرت اللعبة حساسة أكثر من اللازم.

البديل؟

نسخة جديدة تمامًا من اللعبة بدون أي نوع من المواد الممنوعة وبدون تجارة، بدون مخاطرة. فقط لعبة محاكاة زراعة بسيطة، وربما قريبة من ألعاب مثل Stardew Valley الغنية عن التعريف. قال تايلر في حديثه:

“لو رفضتها ستيم لأي سبب، كنت سأغيّر كل شيء وأحوّلها إلى لعبة زراعة عادية، وأزيل كل شيء يتعلق بالممنوعات.”

هذا يعني أن اللعبة التي يعرفها اللاعبون اليوم كان من الممكن أن تصبح مشروعًا مختلفًا تمامًا وباسم مختلف، بالطبع لو كانت شركة Valve المالكة لمتجر ستيم قد أغلقت الباب في وجهها.

ولكن لماذا كل هذا القلق من ستيم؟

في السنوات الأخيرة، أصبحت Steam أكثر تشددًا في مراجعة الألعاب التي تحتوي على محتوى للبالغين أو موضوعات حساسة، ورغم أن سياسة الشركة كانت سابقًا متساهلة الى حد كبير، إلا أن الضغط من بعض الجماعات دفع Valve إلى حظر العديد من الألعاب التي تتناول موضوعات حساسة لأسباب لم تكن واضحة ومن الأمثلة المعروفة لعبة الرعب Horses التي تم منعها من الإصدار.

لكن لحسن حظ لعبة Schedule 1، يبدو أن الألعاب التي تتعامل مع موضوع مواد الممنوعات لم تُصنّف ضمن المحظورات في الفترة الأخيرة.

من مخاوف الرفض… إلى نجاح كبير

من المفارقات أن لعبة Schedule 1 التي كانت مهددة بأن تتحوّل إلى لعبة زراعة، أصبحت الآن أحد أكثر مشاريع الوصول المبكر (Early Access) نجاحًا، مع قاعدة لاعبين تنمو شهرًا بعد شهر.

تايلر أكّد أن الإطلاق الكامل للعبة ما زال يحتاج إلى عامين أو ثلاثة، لكنه يرى أن الاستمرار في الاكسس المبكر أعطى اللعبة فرصة لتطوير مجتمع قوي، وللاستفادة من ردود فعل اللاعبين.

صراحةً، المثير للإعجاب هنا ليس فقط مرونة المطوّر، بل إخلاصه لمشروعه. كمطور يعمل وحده، كان بإمكانه الاستسلام لمخاوف المنصات ويغير الفكرة من الأساس، لكنه استمر حتى حصل على الموافقة. ومع ذلك، فوجود خطة احتياطية يُظهر أنه يفكر بعقلية واقعية، بعيدًا عن العناد والمكابرة التي يمكن أن تدمّر مشاريع كثيرة.

ولولا الجرأة في طرح الأفكار، ولولا أن متجر Steam أعطى الضوء الأخضر… لربما كنّا نتحدث الآن عن لعبة زراعة جديدة من مطوّر مستقل بدلًا من لعبة مثيرة للجدل تشق طريقها بثبات.

تجدر الإشارة هنا إلى أن النقاش حول هذه النوعية من الألعاب لا يتعلق دائمًا بتشجيع محتواها، بل بمدى التعقيد التنظيمي الذي تفرضه على متاجر مثل ستيم، خاصةً وأنها تقدم محاكاة لـ إدارة وتنظيم عمليات تتجاوز القوانين. وكأي عمل فني أو ترفيهي يتناول قضايا حساسة، يبقى المحتوى موجهًا لجمهور بالغ ويخضع لتصنيفات عمرية صارمة لضمان الالتزام بقواعد النشر العالمية، بعيداً عن أي ترويج لأي نشاط غير قانوني في الواقع أو منافي للعادات والتقاليد.

الآراء الواردة في هذا الموضوع لا تمثل بالضرورة رأي VGA4A

تابعنا على