مراجعة وتقييم The Expanse: الحلقة الأولى – يلا لايف

المطور: Telltale Games، Deck Nine. الناشر: Telltale Games. تصنيف اللعبة: دراما (Drama)، غموض (Mystery)، خيال علمي (Sci-fi). المنصات: (PC) (PS5) (PS4) (Xbox series S|X) (Xbox one)
تاريخ الإطلاق: 27 يوليو 2023. سعر الإطلاق: 39.99$ زمن اللعب: 1 ساعة. نسخة المراجعة: (PC)

في عمل مقتبس من سلسلة روايات “The Expanse“.. تقود بطلتنا “Camina Drummer” فرقة استكشاف فضائية للبحث عن إحدى السفن الفضائية المفقودة للأمم المتحدة، ليتم الإيقاع بها في مهمة شديدة الخطورة!

تشتهر Telltale بالتعاون المباشر مع الأعمال الفنية الشهيرة، ثم تعمل على إعادة تقديمها في قصة تفاعلية وحبكة مستحدثة. وعلى هذا النحو تمكنت Telltale من جلب العديد من الروايات والمسلسلات التلفازية وبناء نجاحاتها عليها.. وهذه المرة لحق الدور رواية الخيال العلمي “The Expanse” ليتم العمل على تقديم حبكة جديدة لها تسلط الضوء على أحداث ما قبل الجزء الأول من المسلسل التلفازي.

كما تتقوم باستعمال نهج المسلسلات في طريقة تقديم ألعابها على شكل “حلقات” تصدر على فترات متباعدة.. وعلى غير عادتها. فقد اعتزمت Telltale هذه المرة على طرح حلقات “The Expanse” كل أسبوعين وبمجموع 5 حلقات حتى تكتمل القصة..

وهو أمر كانت تفتقر إليه سابقا عند طرح عناوينها، والذي لم يكن يتضمن “تحديد” مواعيد الإصدار للحلقات التي قد يتجاوز بعضها عدة أشهر الى سنة حتى يتم إصدارها! ما تسبب في أضرار عديدة كلفتها الكثير من الأرباح وعرقلة مشاريعها القادمة الى أن انتهى المطاف بها الى الإفلاس.

“استكشاف سفينة فضائية مفقودة”

الحبكة 🎭

تبدأ القصة بمشهد صادم يقدم لمحة خاطفة لما سيحدث في المستقبل القريب، ومن غير توضيح للسياق المؤدي إلى هذا الحدث.. وهو أسلوب سردي اعتادت “Telltale” في تقديمه لإثارة الغموض لديك ما يجعلك تطرح الكثير من التساؤلات التي تعمل على تحفيزك لاستكمال الأحداث والاستمرار باللعب!

تسير الأحداث على رتم متسارع بعض الشيء، تجعل من الأحداث المشوّقة تتراكم على وتيرة مستمرة، ولا تترك لك مجالا للاسترخاء الا وقد انتقلت الى مشهد اخر.. وبالرغم من أن ذلك قد يقطع حبال الملل، الا أنه قد كلفها بناء قصة مستعجلة ضحى بالتعريف الجيد للشخصيات والذي افتقر الى العمق الكافي في معرفة اختياراتك المصيرية بعناية.

فمثلا، توجد شخصية تدعى “Cox” والتي تعتبر إحدى الشخصيات المصيرية في أحداث القصة. وبالرغم من جمع العديد من المعلومات حوله سواءً من الحوارات الرئيسية أو المحتوى الجانبي الخاص به، فلم يكن ذلك كافيا لتحديد مصيره في النهاية.. والذي بدا وكأنه خيار “مستقل” عن جميع المعلومات التي قمت بجمعها عنه. ما جعل من تحديد مصيره يعتمد على عامل “الترجيح” أكثر من “الاستنتاج” لمعرفة أي الاختيارات سيكون أكثر صوابا وأقل ضررا!

كما يجري التنويه على المحتوى الدموي “Graphic content” والذي قد لا يتناسب مع بعض الفئات.

“حادثة غامضة تحدث على كوكب المريخ”

الجودة مقابل الكمية ⚖️

استعانت Telltale هذه المرة بفريق التطوير Deck Nine الشهير بمسيرته في “Life Is Strange”، للعمل على تحسين جودة المشاهد وإخراجها.. وهو ما أتقنت بالفعل صنعه، والذي بدا واضحا في الجهد المبذل في صقل تفاصيل الشخصيات وحركات الشفاه الدقيقة الى الأداء الصوتي المُتقن، ما جعلت منها تبدوا ك عمل سينمائي رفيع المستوى!

الا أن تحقيق كل هذا جاء مقابل تقليص المحتوى بقدر الإمكان، والذي لم يتجاوز “ساعة واحدة” في حلقتها الأولى من The Expanse.. وهذا ما لم يحدث مسبقا في تاريخ Telltale! التي أبرزت دوما اهتماما بتقديم محتوى دسم حتى وإن كلّفها ذلك خفض الجودة الرسومية..

ولكن على ما يبدوا بأن الكفة لديها قد رجحت أخيرا الى الجودة مقابل المحتوى! في محاولة جاهدة منها لمواجهة النقد الذي تعرضت إليه سابِقا والانتقال بعناوينها الى مرحلة سينمائية فائقة. ومع ذلك فمن المحتمل أن تكون “الحلقة الأولى” عبارة عن افتتاحية قصيرة.. ثم تتدارك الأمر في الحلقات القادمة بموازنة المحتوى مع الجودة بشكل أفضل.

لم يقتصر عمل استوديو “Deck Nine” على تحسين جودة المشاهد فحسب، بل عمل أيضا على تطوير أسلوب اللعب ونقله إلى مرحلة جديدة كليا! امتدت فيها الى حرية التنقل في عالمها على عدة مستويات تشمل الركض أو التحليق في الفضاء ومن ثم الهبوط على الأسطح..

مع تحسينات متفرقة تشمل طريقة التفاعل مع الأغراض وتوزيعها في العالم، والذي ساهم بشكل كبير على تطوير تجربة الاستكشاف ايضا، واتاحة الفرصة لتقديم تنوع أكبر في المهمات الجانبية! كما يعمل الاستكشاف على مكافئتك دوما بمعلومات متفرقة تعرفك أكثر ببعض الشخصيات، وتفتح لك خيارات جديدة في مسار القصة. مما قد يساعدك في تحديد مصير البعض منهم واتخاذ مسار مختلف تماما في أحداث القصة.

“فتح خزانة أثناء مهمة استكشافية”

فضاء واسع 🌠

ستبدأ مهمتك في سفينة فضائية والتي ستُبهرك حتما بتصميمها الهندسي الرائع من الداخل، لدرجة أنها قد تشعرك بالحاجة الى وجود “خريطة” في بعض الأحيان لمعرفة الاتجاهات أثناء استكشافها.. وهذا ما يقودنا لتسليط الضوء على الاستعمال الجيد “للعلامات الاستدلالية” داخل السفينة الفضائية، والذي سيعمل على توجيهك دوما الى المسار الصحيح من غير الحاجة الى وجود “خريطة”. وتعمل أيضا على تقديم تجربة واقعية ستبدو وكأنك تقوم بجولة واقعية داخلها!

كما سيتاح لك فيما بعد بالتنقل في الفضاء الخارجي عبر “زيّ” يسمح لك بالطوفان من غير جاذبية. مع توظيف جيد لهذه الخاصية، بحيث تُضيف بُعدًا جديدا في طريقة الوصول إلى وجهتك التالية وعند حل الألغاز! ففي بعض المهمات الاستكشافية قد تجد غرضا عائما عند سقف غرفة ما يصعب الوصول إليه، سيمكنك “الزيّ الفضائي” بالهبوط المعاكس على السقف ليبدوا وكأن كل شيء انقلب رأسا على عقب.. ومن ثم الوصول إلى وجهتك التالية بلا عناء!

تواجه أيضا The Expanse مشكلة في “نقاط الحفظ” والتي لا يتم تفعليها الا بعد المشاهد الرئيسية في القصة، ما قد يعني بأنه إن قررت الخروج من اللعبة بعد الاستكشاف فقط بلا أن تقوم باستكمال القصة.. فقد تجد “ملف الحفظ” يعيدك الى نقطة حفظ سابقة عند إعادة التشغيل، وفقدانك لجميع عمليات الاستكشاف التي قمت بها!

“التحليق في الفضاء بجانب كوكب المشتري”

جيدة جدا – 8.5