مقارنة نهايتي جويل وآرثر في The Last of Us 2 و Red Dead Redemption 2 – العاب – يلا لايف

تنويه: هذه المقالة التالية تحتوي على حرق للأحداث في لعبة The Last of Us Part 2 وكذلك Red Dead Redemption 2، إن كنت ترغب في لعب احداها دون افساد أحداث القصة لكليهما، فنحن ننصحك بتأجيل قراءتها.

من الصعب التقليل من الصدمة التي سببتها وفاة جويل ميلر عندما صدرت اللعبة في عام 2020، وقد سبقتها تسريبات كبيرة قبل الإصدار، حيث انتشرت حينها أخبار ومقاطع فيديو عن وفاة شخصية البطل جويل على الإنترنت قبل الموعد المحدد بكثير، مما أثار غضب المعجبين وتلقى الاستديو هجمة شرسة بسبب ذلك.

ومن خلال خوضنا لحوالي اثني عشر ساعة تقريبًا من اللعب في اللعبة الأصلية، أصبحت شخصية جويل أيقونة لا يمكن نسيانها، وتجسيدًا لكيفية تقديم اللعبة مثالًا رائعًا على كيفية استخدام ألعاب الفيديو للتعامل مع موضوعات عميقة ومعقدة بطريقة مؤثرة وفعالة، مثل الحياة والموت العنف والانتقام والسلام الأخلاق والقيم والوفاء، وغيرها من القضايا التي تشغل البشر.

فعندما تم الإعلان عن الجزء الثاني من اللعبة، كان اللاعبون متلهفين لاستئناف مغامرة جديدة مع جويل، ثم يتم قتل جويل مبكرًا وبشكل بشع في بداية أحداث The Last of Us Part II، وجميعنا يتذكر قساوة المشهد المروع مضرب الجولف، حيث يتم فيه إطلاق النار على ركبتي جويل قبل أن يتم تدمير رأسه بالمضرب، من خلال شخصية غير معروفة تظهر لأول مرة تصرخ بأعلى صوتها وكأنها نالت القصاص.

موت جويل كان مفاجئًا ومؤلمًا للكثير من اللاعبين ومعظمهم شعر بالغضب والحزن الشديد، فلم يكن يتناسب مع الصورة البطولية التي كونوها عنه، وهذه الوفاة كانت نقطة تحول مهمة في القصة، حيث دفعت الشخصيات الرئيسية إلى اتخاذ قرارات صعبة وعيش تجارب مؤلمة، حيث أمضى اللاعبون الكثير من الوقت مع جويل، وتعلقوا به كشخصية أب، مما جعل موته صعبًا عليهم.

هل كانت وفاة جويل ضرورية للقصة؟

هذا سؤال شخصي يختلف الجواب عليه من لاعب لآخر. البعض يرى أن وفاة جويل كانت ضرورية لتطوير قصة إيلي، والتحقيق في موضوعات أعمق مثل الانتقام والعواقب، بينما يرى البعض الآخر أن هناك طرق أخرى لتطوير القصة دون الحاجة إلى قتل شخصية محبوبة.

ان وفاة شخصية جويل ميلر هي المحفز للأحداث المرهقة والمشهورة التي تحدث، فقد أضحت إيلي تسعى للانتقام، بينما تتأمل آبي فراغ انتقامها الخاص، وكيف أطلقت غضب إيلي على أحبائها، وهذا الأمر برمته يشرح أهمية وفاة جويل في قصة اللعبة، فهي الحدث الذي دفع الأحداث إلى الأمام، فبعد وفاة جويل، بدأت إيلي في رحلة الانتقام، بينما بدأت آبي تفكر في العواقب الوخيمة لأفعالها.

قتل جويل منطقي في سياق العالم الذي تم إنشاؤه في أحداث السلسلة. إنه يسلط الضوء على الدورة القبيحة للعنف وعبث الانتقام والاستياء والسخط، ففي كثير من الأحيان في قصص الألعاب والمسلسلات التلفزيونية والأفلام، تمنح الشخصيات المحبوبة وفيات مجيدة تخفف إلى حد ما من ألم وفاتهم، ولكن مثل هذه الوفاة لن تكون منطقية في The Last of Us Part II، خاصة بالنسبة لشخصية متضاربة كهذه، فعلى الرغم من أن التسريبات دمرت هذه اللحظة إلى حد ما، إلا أن وفاة جويل كانت حدثًا صادمًا.

على العكس من ذلك، كانت الوفاة الرئيسية في Red Dead Redemption 2 لشخصية الخارج عن القانون ذو القلب الذهبي آرثر مورغان الذي لم يظهر أو يذكر في الجزء الماضي، حيث يتحكم اللاعبون في آرثر لمعظم اللعبة قبل أن ينتقل المنظور إلى جون مارستون بطل اللعبة الأولى في الساعات الأخيرة من اللعبة، إنه دليل على رواية القصص في Rockstar Games وتمثيل روجر كلارك أن آرثر أصبح شخصية مهمة جدًا بالنسبة للعديد من الأشخاص. بدءًا من كونه قاتلًا وسارقًا وقاسيًا لعصابة فان دير ليند، يظهر آرثر التعاطف والرأفة والشجاعة أثناء تقدمه في قصة اللعبة.

نظرًا لحجم اللعبة وتفاصيلها المعقدة، فإن آرثر شخصية مكتملة الأركان، حيث يتم الكشف عن جوانب مختلفة من شخصيته من خلال التفاعلات العديدة التي يجريها مع الشخصيات غير القابلة للعب والتقدم في أحداثها المتشابكة، وعلى عكس وفاة جويل المفاجئة والعنيفة، كانت وفاة آرثر أكثر هدوءًا وتوقعًا، فمنذ منتصف أحداث اللعبة، كنا نعلم أن آرثر مصاب بمرض السل الذي يفتك به ببطء، ومع كل نوبة سعال، كنا نشعر بأن النهاية تقترب منه بشكل حتمي ودراماتيكي. هذا التناقض بين الموت العنيف والموت الهادئ يجعل لكل منهما تأثيرًا مختلفًا على اللاعب.

تتنوع نهايات شخصية آرثر مورجان في لعبة Red Dead Redemption 2 بناءً على قرارات اللاعب، ففي النهاية الأكثر شهرة، وبعد أن يختار اللاعب مساعدة جون مارستون على الهروب، يدخل آرثر في صراع مرهق مع مايكا، فمع كل ضربة يتلقاها آرثر، نشعر بآلامه وتعبّه، ونرى في عينيه الإصرار على حماية صديقه. لكن في النهاية، يترك آرثر وحيدًا على وجه صخرة جبلية، ينظر إلى شروق الشمس ويستسلم لمصيره، تاركًا وراءه إرثًا من الشجاعة والتضحية. إنها بالفعل وفاة نبيلة يتم التحقق منها من خلال ملحق اللعبة.

الوفاة الأكثر تأثيرًا.. جويل أو آرثر؟

صعوبة تحديد أي وفاة كانت الأكثر تأثيرًا تكمن في الطبيعة الشخصية لتجربة اللعب، فالأثر الذي تتركه وفاة شخصية ما يختلف من لاعب لآخر، بناءً على تجاربه الشخصية وتوقعاته، فبينما أحدثت وفاة جويل ضجة واسعة على نطاق الإنترنت، فإن وفاة آرثر قد تركت بصمة أعمق في قلوب الكثيرين. فكلا الشخصيتين تم تطويرهما ببراعة، مما جعل اللاعبين يشعرون بارتباط وثيق بهما.

ان حصر تأثير وفاة شخصية في لعبة فيديو في إحصائيات أو أرقام أمر خاطئ تمامًا، فكل من وفاة جويل وآرثر تم تصميمهما بعناية فنية لتثير مشاعر عميقة لدى اللاعب. إن الاختلاف في الأثر يعود إلى الاختلاف في السياق السردي والتصميم الشخصي لكل شخصية، ففي حين أن وفاة جويل كانت مفاجئة وعنيفة، فإن وفاة آرثر كانت نتيجة طبيعية لسردية طويلة.

ففي كل الأحوال، كلا النهايتين تم تنفيذهما ببراعة وفن واتقان، مما يجعل من الصعب حسم الجدل حول أي منهما كان أكثر تأثيرًا، وإن إصدار هاتين اللعبتين في نفس الفترة الزمنية كان بمثابة هدية حقيقية لعشاق الألعاب، حيث أتاح لهم مقارنة وتناقض تجربتين غنيتين.

تابعنا على