طفرة تحتاج الى دراسة.. كيف غيرت اللعبة الصينية Black Myth: Wukong قواعد اللعبة؟ – العاب – يلا لايف - عالم الالعاب - يلا لايف
مقالات

طفرة تحتاج الى دراسة.. كيف غيرت اللعبة الصينية Black Myth: Wukong قواعد اللعبة؟ – العاب – يلا لايف

في عالم مليء بالأساطير الصينية الشرقية الغنية، تظهر شخصية قرد القوة سوني سان كونغ من جديد، هذه المرة في مغامرة ملحمية تجذب اللاعبين إلى عالم من السحر والقتال، فلعبة Black Myth: Wukong، ليست مجرد لعبة فيديو عادية، بل إنها تجربة فريدة من نوعها تجمع بين الفنون القتالية الصينية والأساطير القديمة.

في غضون أيام قليلة، حطمت لعبة Black Myth: Wukong من مطور صيني أرقام قياسيًا بالجملة، محققة مبيعات تجاوزت توقعات اللاعبين والنقاد والخبراء بأضعاف، ونجحت في بيع 10 ملايين نسخة خلال أول ثلاثة أيام فقط على منصتي PS5 والحاسب الشخصي حتى هذه اللحظة، مما يجعلها تنافس كبار الألعاب مثل God of War Ragnarok  التي باعت 5 ملايين نسخة في 5 أيام، و The Last of Us Part II التي باعت 4 ملايين نسخة في 3 أيام، بل وتتفوق على Cyberpunk 2077 التي بيع منها 13 مليون نسخة بأسبوعين. هذه الأرقام القياسية تؤكد مكانتها ضمن قائمة الألعاب الأكثر مبيعاً في التاريخ.

فما السر وراء هذا النجاح الصادم للعبة الصينية التي أسرت قلوب الملايين، وهذا ما سنحاول معرفته من خلال هذه المقالة.

نبذة عامة عن اللعبة

Black Myth: Wukong

Black Myth: Wukong هي لعبة أكشن ومغامرات من تطوير استوديو ألعاب صيني مستقل Game Science، وتستند اللعبة إلى رواية “رحلة إلى الغرب” الصينية الشهيرة، وتتبع مغامرات القرد سوني سان كونغ في رحلته الصعبة لتحقيق حلمه، وما ميزها غير ذلك هو الجمال البصري المذهل الذي تتمتع به رسوماتها، وأسلوب لعبها السريع والمشوق، وقصتها الغنية بالتفاصيل.

تتميز اللعبة بجمالياتها البصرية المذهلة التي تجعلك تشعر وكأنك تسير داخل لوحة فنية، وأسلوب لعبها السريع والمشوق الذي يبقيك ملتصقًا بالشاشة لساعات طويلة، فهل تستحق هذه اللعبة الصينية حقًا أن تُذكر جنبًا إلى جنب مع ألعاب أسطورية مثل God of War و Sekiro: Shadows Die Twice وغيرها من العناوين التي تركبت بصمة في عالم الألعاب؟

هناك عدة عوامل مجتمعة يمكن أنها ساهمت بشكل مباشر في نجاح اللعبة، والتي يمكننا اختصارها على شكل نقاط مقتضبة على النحو التالي..

1 – الرسومات والجرافيكس والاهتمام بالتفاصيل

استخدمت اللعبة محرك تطوير Unreal Engine 4 في بداية تطوير اللعبة، وبعدها بسنوات، خاطر فريق التطوير وأعلن رسميًا انتقاله الى محرك Unreal Engine 5، ولكن يبدو أن المطور يمتلك داخل فرقه العديد من المواهب التي نجحت في تخطي مثل هذه العقبة، بل واستغلال إمكانات المحرك بشكل مناسب، وهذا ما ساعد بالتأكيد على إيلاء اهتمام كبير لأدق التفاصيل، من ملامح الشخصيات إلى حركة الشعر والملابس.

تعتبر لعبة Black Myth: Wukong نموذجاً مثالياً لاستخدام أحدث التقنيات في صناعة الألعاب، وذلك بفضل تقنيات متقدمة تتمثل بـ Nanite و Lumen وكذلك دعمها تقنية التعلم الآلي بأحدث إصداراته NVIDIA DLSS 3.5، حيث تمكن المطورون من تحقيق مستوى جديد من الجودة المرئية والواقعية، والتي تساعد جميعها في الانغماس في تلك التجربة الفريدة من نوعها.

2 – القصة والشخصيات والعمق الثقافي:

لعبة Black Myth: Wukong هي مغامرة ملحمية وأسطورة مستوحاة من الرواية الصينية الكلاسيكية “رحلة إلى الغرب” وتدور أحداثها حول شخصية سون ووكونغ، المعروف بـ”ملك القردة”، والذي يبدأ رحلة ملحمية مليئة بالتحديات والمخاطر في عالم خيالي واسع ومليء بالكائنات الأسطورية، حيث يتعين عليك الانطلاق في رحلة محفوفة بالمخاطر، والتي تهدف إلى كشف أسرار عميقة وكشف الحقيقة الكامنة وراء أسطورة قديمة وجمع الآثار الستة.

تحكي اللعبة قصة راهب بوذي يسافر إلى الهند برفقة تلاميذه، من بينهم بطلنا سون ووكونغ. ومع ذلك، فإن لعبة Black Myth: Wukong تقدم رؤية جديدة ومبتكرة لهذه القصة، حيث ستشهد نهاية مختلفة عن تلك التي وردت في الرواية الأصلية، لكن مع الحفاظ على روح الرواية الأصلية.

Black Myth: Wukong

هنا سون ووكونغ هو بطل اللعبة، وهو قرد سحري يتمتع بقدرات خارقة. يعتبر شخصية أسطورية مهمة في الثقافة الصينية، وقد ظهر في العديد من الأعمال الفنية الأخرى، لكن العديد من عناصرها تعكس المجتمع الصيني القديم، وتتضمن القصة العديد من الفلسفات والمعاني العميقة، مثل أهمية الصداقة والشجاعة والتضحية بالنفس.

أسلوب اللعب الفريد والبسيط

تجمع اللعبة العديد من عناصر اللعب المعروفة بين اللاعبين، ولكنها نجحت في مزج تلك العناصر المتمثلة في ألعاب الحركة التقليدية وألعاب الأكشن وتبادل الأدوار، وهو ما انعكس على تقبلها من قبل شريحة واسعة من اللاعبين، سواء على مستوى محبي ألعاب القتال السريع، أو محبي المواجهات المدروسة،حيث يمكن للاعب استخدام مجموعة واسعة من المهارات والأسلحة.

3 – التسويق المدروس:

كان المقطع الدعائي الأول للعبة مفاجأة سارة للجميع لدرجة أن البعض شكك في مصداقية الفيديو والصور ورجح أنها مجرد عرض CJ وأنها سياسة معتمدة اعتدنا عليها من المطورين الصينيين، حيث تم عرض رسومات ثلاثية الأبعاد عالية الجودة وقصة واعدة، لكن الأمر أثار فضول اللاعبين وحفزهم لمتابعة أخبار اللعبة، ونذكركم أننا كنا الموقع العربي الأول الذي قام بتغطية خبر إعلان اللعبة الأول في منتصف ليل 20 أغسطس من عام 2020.

إن الست سنوات التي استغرقها تطوير لعبة Black Myth: Wukong هي شهادة على التزام المطورين بتقديم تجربة لعب استثنائية، فقد تم خلال هذه الفترة تخصيص وقت وجهد كبيرين لصقل كل جانب من جوانب اللعبة، بدءًا من تصميم الشخصيات والبيئات وصولًا إلى تطوير نظام القتال المعقد. ونتيجة لذلك، تمكن المطورون من تحقيق مستوى عالٍ من الجودة التفصيلية والواقعية التي ميزتها.

أثارت الانتقادات الموجهة ضد لعبة Black Myth: Wukong، والتي ركزت بشكل خاص على قضايا التنوع، ردود فعل سلبية في الأسواق الغربية. وقد أدت هذه الانتقادات، التي جاءت من فئات مثل الحركات النسوية والمثلية إلى نتيجة عكسية لم يكن لأحد أن يتوقعها، حيث اعتبرها البعض محاولة للتسويق السلبي وتشويه للعبة بدلاً من النقد البناء والموضوعي.

تعد لعبة Black Myth: Wukong مثالاً حياً على كيفية استخدام الثقافة الشعبية لبناء الجسور بين الشعوب، فمن خلال هذه اللعبة، تتجاوز الصين حدودها الجغرافية لتصل إلى جمهور عالمي، مما يعزز الفهم المتبادل بين الثقافات الشرقية والغربية، وقد أشارت تصريحات المسؤولين الصينيين إلى أن نجاح اللعبة يعكس الرغبة المتزايدة في استكشاف الثقافة الصينية، مما يدل على نجاح الصين في توظيف القوة الناعمة لتعزيز علاقاتها الدولية.

لا يمكن فصل نجاح لعبة Black Myth: Wukong عن الأهداف الاستراتيجية للصين. فمن ناحية تسعى الصين إلى تعزيز صناعتها للألعاب الإلكترونية وتنافسيتها في السوق العالمية، ومن ناحية أخرى، تستخدم اللعبة كأداة للترويج للثقافة الصينية وجذب السياح والاستثمارات. وبالتالي، فإن هذه اللعبة تمثل مزيجًا من الدوافع الاقتصادية والثقافية، مما يعكس الطموحات المتزايدة للصين في الساحة الدولية.

مستقبل المطور الصيني:

يشير نجاح لعبة Black Myth: Wukong إلى تحول جذري في صناعة الألعاب الصينية، حيث أثبتت قدرتها على المنافسة على المستوى العالمي من خلال انتاج ألعاب من فئة AAA، ومع دعم الحكومة الصينية المتزايد للاستثمار في صناعة الألعاب، يمكننا أن نتوقع ظهور المزيد من الألعاب الصينية المبتكرة والطموحة في المستقبل القريب، وهنا الآمال كبيرة للغاية تجاه حصرية بلايستيشن 5 المنتظرة Phantom Blade Zero من المطور الصيني S-GAME.

ومع ذلك، تواجه الصناعة الصينية تحديات كبيرة، مثل حماية الملكية الفكرية والتنافس الشديد في السوق العالمية، ومن المتوقع أن تشهد السنوات القادمة المزيد من الشراكات بين الشركات الصينية والشركات الغربية، مما سيؤدي إلى إنتاج ألعاب أكثر جودة وإبداعًا، وتوسيع نطاق تأثير الثقافة الصينية على مستوى العالم.

تابعنا على

Google News

صورة Maher Maysara

Maher Maysara

أمسكت عصا التحكم لأول مرة على جهاز Atari 2600، ومنذ ذلك الحين تحولت ألعاب الفيديو إلى شغفي الدائم، وانبهرت بعالم لعبة Another World على جهاز SEGA لأتعمق وأغوص أكثر في رحلة ممتعة لا تنتهي في هذه العوالم.. وأقدّر الأعمال الفنية التي تترك أثرًا قويا في الذاكرة من بينها The Witcher و Death Stranding و Elden Ring.. وأنا هنا لأن الشغف بالألعاب ينعكس على كتاباتي.

– العاب – يلا لايف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى