مراجعة وتقييم Alan Wake 2: عودة الرعب الكلاسيكي بمعناه الحقيقي – العاب – يلا لايف

في كل مرة نسمع فيها عن عودة عنوان قديم، تبرز لدي العديد من الأسئلة، من أهمها هو امكانية العودة الى الأفضل وتزيد من محبتك للسلسلة، أم على العكس تمامًا؟ الحقيقة مع Alan Wake 2 العودة كانت أفضل مما كنت أتخيل.

|مقدمة|

بعد 13 عامًا من الغياب وبشكل غير متوقع قدم لنا فريق Remedy الجزء الثاني من لعبة Alan Wake وهي مشروعه الأول الجديد على منصات الجيل الحالي منذ إطلاق لعبة Control التي صدرت في عام 2019.

فريق Remedy وضع بصمته بشكل قوي في هذا الجيل وأثبت أنه قادر تمامًا على المنافسة مع الشركات الأخرى بتقديم مميزات وابتكار إيجابيات في ألعابه تجعلك تشعر أنك تلعب هذا النوع من الألعاب لأول مرة. بلا إطالة كالعادة، أهلًا بكم في مراجعة Alan Wake 2. 

|بداية الرحلة|

تبدأ القصة بمشهد لعميلة FBI ساغا أندرسون ومعها زميلها العميل كايسي في رحلة الى مدينة Bright Falls، هدفهم في هذه الرحلة هو التحقيق خلف جريمة قتل غريبة حصلت هناك، كان قد سبقها جرائم قتل أخرى لمجموعة مجهولة تقتل بوحشية وبطريقة غريبة للغاية، لكن ما هي علاقة هذه الجريمة بشخصية آلان ويك؟ وما هي الأسرار اللي تخفيها المدينة هذا ما ستكتشفه بنفسك في رحلتك مع العميلة ساغا أندرسون.

 القصة تحتوي على مشاهد أكشن حية تجعلك تعيش في عالم مختلف آخر داخل اللعبة مثلما شاهدنا في لعبة Control، لكن مع تمديد أكثر للأحداث التي كان من الأفضل اختصارها.

|أسلوب اللعب|

اللعب في Alan Wake 2 محسن بشكل كبير عن الأول وهذا الطبيعي بما أن الأول صدر قبل 13 عام ومن البديهي أن التجربة من هذه الناحية ستكون أفضل، في الجزء الثاني أضاف الفريق شخصيتين قابلتين للعب وهما ساغا اندرسون وآلان ويك، الفرق بين الشخصيتين في الحركة والأسلحة لم يكن كبير، لكن تقديم أجواء مختلفة وقدرات خاصة لكل شخصية هي ما صنعت الفارق.

فمثلًا ساغا فهي محققة تستخدم قدرة Mind Place، وهو مكان خاص تنتقل فيه ساغا لعالم تعزل نفسها فيه وتفكر وتربط خيوط القضية ببعضها البعض للوصول إلى حل لها، ولكي أكون صريحًا لم يتم استغلال هذا الأمر في الشخصية بالشكل الكافي الذي يجعلك تشعر أنك بالفعل تحلل أطراف القضية، فالأمر عبارة عن أسئلة بسيطة وربط للأجوبة الواضحة.

تستخدم ساغا أيضًا Mind Place لتطوير الأسلحة من خلال جمع عتاد Manuscript Fragments الموجودة في عالم اللعبة والذي يجب عليك أن تبحث عنه. كذلك في Mind Place هناك جزئية تدعى Profiling التي تجعلك في أماكن الشخصيات وتساعدك في الحصول على بعض الأجوبة.

على الجهة الأخرى لدينا آلان ويك يمتلك القدرة إعادة كتابة نصوص للأماكن لحل بعض الألغاز، إعادة كتابة الأماكن يتطلب منك اختيار سيناريو معين من عدة سيناريوهات عن طريق سبورة القصة في مكان خاص بآلان يدعى Writer’s Room مغاير لفكرة Mind Place لشخصية ساغا.

من القدرات الأخرى التي يمتلكها آلان هي استخدام الضوء للتنقل بين الأماكن وحل الألغاز واستكشاف الأماكن الجانبية في عالم اللعبة، هذه القدرات هي استغلال رائع لخصائص الجيل الجديد من اللعبة، ما أعجبني حقًا في أسلوب لعب اللعبة هو أنها تعتمد على مجهود اللاعب بالإضافة إلى المساعدة والتلميحات بطريقة غير متوقعة، فهي لن تمسك بيدك بكل خطوة فقط لترشدك عن الهدف ثم ترميك تبحث عن طريقك بنفسك.

في اللعبة تتواجد الدلالات باستخدام الخريطة والعلامات الموجودة في العالم، والمهام التي تكون واضح وjبين لك أين يجب عليك أن تذهب، لكن ما يساعدك في الاندماج وقت اللعب هو أن اللعبة تقدم لك أجواء مظلمة فعلًا ومخيفة ولم تكن جمالية، بل مظلمة خصوصًا في تجربة شخصية آلان ويك. فاستخدام الكشاف كوسيلة وحيدة للرؤية في الظلام لم تكن من فراغ وليست عبارة عن رعب وهمي، اللعبة بالفعل مخيفة وتصنع شعور غائب عن اللاعب منذ فترة طويلة.

تركيبة الرعب في اللعبة كلاسيكية، تكونت من عدة عناصر شملت الكشاف والظلام والصوتيات كمثال المطر على الأشجار وصوت التحركات بين الأعشاب والموسيقى التحضيرية قبل المواجهات وطريقة تنفس الشخصية التي تشعرك بأنك أنت الذي يتعرض للموقف.

 ستجد نفسك خائف طوال الوقت في اللعبة نظرًا للأجواء المحيطة وظهور الأعداء بشكل مفاجئ بدون سابق إنذار، بالمناسبة تنوع الأعداء في اللعبة أصبح أفضل بكثير من الحزء الأول وسنجعلك تكتشف بنفسك ما ستوجهه.

المواجهات مع الأعداء كانت ممتعة جدًا لعدة أسباب، أحدها تحركاتهم سريعة وضرباتهم قوية، كلما زادت أعدادهم أصبحت المواجهة أصعب، هذا في جانب ساغا أما بالنسبة لويك الأمر مختلف وأقل، المواجهات في عالم ويك لم تكن بجودة المواجهات في عالم ساغا، لأن المواجهات في عالم ويك مكررة وتعتمد على الخوف من الظل ولكنني فهمت تمامًا أن الفريق أراد التنويع بين الشخصيتين حتى على مستوى المواجهات وشدتها.

الإخراج والتوجه الفني

التوجه الفني في لعبة Alan Wake 2 كان رائعًا بكل ما للكلمة من معنى، فكرة وجود عالمين في اللعبة تمنحك إحساس مختلف لكل عالم. فمثلًا مدينة Bright Falls تتميز بأنها مدينة هادئة وعدد سكانها قليل جدا و هذا واضح من اللحظة اللي تعرف فيها سكان المدينة، المدينة عبارة عن رسالة حب لمسلسل توين بيكس، التشابه بين مدينة توين بيكس و مدينة برايفت فالز لم يكن صدفة.

 العالم الأخر هو عالم ويك، وهو أقرب لثيم الرعب النفسي، في كل زاوية من زوايا هذا العالم سترى أعمال المؤلف ويك، مثل الرسائل المخصصة لشخصية ويك نفسه مثلًا ستجد كلمة ” أنت خسرتها ” و غيرها الكثير من الجمل.

باختصار فكرة هذين العالمين كما وكأنك تلعب لعبتين مختلفتين بشخصيات مختلفة لها طريقتها الخاصة في التعامل مع الظروف المحيطة ولها أجواؤها الخاصة التي تلائم كلًا منهما.

الأداء التقني والرسومات

رسومات اللعبة كانت بالفعل من أروع الرسومات التي رأيناها هذا العام. التركيز بشكل عام كان على الأجواء وتصميم الأماكن والشخصيات ما عدا تلك التفاصيل البسيطة مثل الشعر الذي كان من الممكن أن يكون واقعيًا أكثر.

فيما يتعلق بالأداء التقني، قمت بلعب اللعبة على طور Quality بسرعة 30 إطار على جهاز PS5 ولم ألحظ أبدًا أية مشاكل تقنية أو حتى هبوط في الإطارات سوى على المرئيات البعيدة وهذا متوقع ويحدث في أغلب الألعاب تقريبًا حتى في هذا الجيل.

الأصوات

فقط استمع المقطع الموسيقي أعلاه، ويتعلم تمامًا أن اللعبة هي الأفضل حتى الآن بين نوعها من الألعاب. موسيقى صممت خصيصًا لتلائم جميع جوانب اللعبة، وأنا رسميًا أصبحت من معجبي فريق Remedy الذي صمم هذه التحفة بفريق صغير وموارد قليلة.

ملاحظة مهمة جدا

لعبة Alan Wake 2 هي البداية الحقيقة لعالم ريميدي وتوجهه جديد من المطور، والمقصود بذلك هي أن لعبة كنترول الصادرة في عام 2019 ومع اضافاتها مرتبطة بقوة بلعبة Alan Wake II. إذا أردت فهم هذه الأخيرة يجب أن تكون على علم بأحداث لعبة Control على الأقل. 

الإيجابيات

السلبيات

تابعنا على