تشابي ألونسو بين الضوء والظل في ريال مدريد – الدوري الاسباني

دفاع صلب وتطور واضح

من أبرز نقاط الضوء في عمل ألونسو قدرته على جعل ريال مدريد فريقًا متماسكًا دفاعيًا، حيث استقبل 12 هدفًا فقط في 16 مباراة، بمعدل 0.75 هدف في المباراة، مقارنة بـ1.24 في الموسم الماضي. كما حافظ على نظافة شباكه في 8 مباريات (50%)، بينما لم تتجاوز تلك النسبة مع أنشيلوتي 34%.

إلى جانب ذلك، نجح المدرب الإسباني في إحياء مستوى عدد من اللاعبين، أبرزهم أوريلين تشواميني الذي بدأ يتألق أخيرًا في الوسط بعد فترة من التذبذب، وأردا جولر الذي أصبح عنصرًا أساسيًا في الأداء الهجومي بفضل شراكته المميزة مع كيليان مبابي، إذ صنع له 6 أهداف هذا الموسم.

أما مبابي نفسه، فيُعد أحد أبرز مكاسب ألونسو؛ حيث سجل 18 هدفًا في 16 مباراة، بمعدل تهديفي مذهل يجعله مرشحًا لتجاوز حاجز الـ70 هدفًا بنهاية الموسم، كما جاء الفوز في الكلاسيكو أمام برشلونة ليؤكد أن ريال مدريد تحت قيادة ألونسو قادر على فرض هيمنته محليًا.

تراجع الضغط وتغييرات غير مؤثرة

لكن الصورة لم تخلُ من العيوب، فالتقرير أشار إلى تراجع واضح في ضغط ريال مدريد العالي خلال آخر مباراتين، فأمام ليفربول، استعاد الفريق الكرة 19 مرة فقط في نصف ملعب الخصم، مقابل معدل عام بلغ 32 مرة قبل تلك المواجهة. وفي فايكانو، ارتفع الرقم قليلًا إلى 28 فقط، ما يُظهر انخفاضًا في الشراسة والفعالية التي كانت تميز الفريق في الأسابيع الأولى.

كما انتقدت الصحيفة تبديلات ألونسو التي لم تؤثر في سير المباريات الأخيرة؛ ففي أنفيلد أجرى 3 تغييرات فقط، وفي فايكانو 4، دون أي انعكاس على النتيجة، وإجمالًا، أسفرت تبديلات المدرب طوال الموسم عن هدف واحد فقط، وهو هدف فينيسيوس أمام أفييدو، لتكون نسبة الفاعلية من الأضعف في الليغا.

مشاكل فردية وغموض في الجهة اليمنى

ومن بين النقاط السلبية الأخرى، تراجع مستوى بعض العناصر الهجومية، مثل براهيم دياز ورودريجو، الذي لم يسجل منذ الرابع من مارس، أما فينيسيوس جونيور، فكان محور جدل داخل غرفة الملابس بعد تصرفه الغاضب عند استبداله في الكلاسيكو، إلا أن ألونسو اختار التعامل معه بهدوء دون عقوبة مباشرة، واللاعب رد بأداء قوي أمام فايكانو، حيث كان أكثر من استعاد الكرات (7 مرات)، لكن يبقى تأثير الموقف النفسي محل متابعة.

كما سلط التقرير الضوء على أزمة الجبهة اليمنى في خطة 4-2-3-1 التي يعتمدها ألونسو، إذ لم يستقر بعد على هوية الظهير أو لاعب الوسط الأنسب، فقد تراجع أداء كامافينجا في هذا المركز، فيما لم يقنع ماستانتونو سابقًا، بينما لا يزال قرار الاعتماد على فالفيردي كظهير أيمن مثيرًا للجدل، خصوصًا بعد عودة ترنت ألكسندر أرنولد من الإصابة دون أن يُمنح دورًا أساسيًا.

لغز جونزالو وتراجع الثقة بالشباب

واختتمت “آس” تقريرها بالإشارة إلى الغموض الذي يحيط بمستقبل المهاجم الشاب جونزالو، الذي تألق في كأس العالم للأندية بتسجيله 4 أهداف، قبل أن يختفي تمامًا من حسابات المدرب في آخر ثلاث مباريات، وهو ما دفع إندريك للتفكير في الإعارة بحثًا عن دقائق لعب.

بهذا التقييم، ترى الصحيفة أن تشابي ألونسو صنع فريقًا قويًا وواعدًا تكتيكيًا، لكنه لا يزال يفتقد بعض التفاصيل التي تفصل بين ريال مدريد البطل وريال مدريد المطمئن، وبين الضوء والظل، يبقى الطريق طويلاً نحو استعادة الهيمنة المطلقة على أوروبا.